أول فرحة منتخب الشباب

صعدنا لكن لم نكن ممتعين‏.‏ فزنا بعدد كبير من الأهداف لكن لم نكن مبدعين‏..‏ تأهلنا عن جدارة لكن لم نقدم كرة جميلة‏..‏ مازالت الأخطاء الدفاعية هي المسمار المزعج لنا‏..‏ نعم فاز منتخب الشباب الوطني لكرة القدم علي نظيره الايطالي‏2/4‏ في اللقاء الذي جمعهما مساء أمس في ختام مباريات الدور الأول وتأهلنا لدور الـ‏16‏ كأول المجموعة بعدما تعادل باراجوي مع ترينداد وتوباجو بدون أهداف في مونديال الشباب لكن مازلنا قلقين‏.‏ وسط جمهور ناري وصل عدده إلي‏64‏ ألف متفرج كانوا هم الداعم القوي للفريق والمؤثر في نتيجة اللقاء والتأكيد علي أن كل المصريين خلف من يدافع بقوة عن اسم هذا الوطن‏.‏

فزنا بأربعة أهداف مقابل هدفين سجل لفريقنا أحمد شكري في الدقيقتين‏45,22‏ ثم أضاف أحمد فتحي بوجي هدفين في الشوط الثاني في الدقيقتين‏79,70‏ ليرتفع رصيد فريقنا إلي‏6‏ نقاط وينفرد بصدارة المجموعة ويأتي فريق باراجوي ثانيا برصيد‏5‏ نقاط وإيطاليا‏4‏ نقاط وترينداد نقطة واحدة‏.‏ لكن هذا الفوز الكبير لا يعبر عن حالة فريقنا الجيدة فمازالت الأخطاء كبيرة وكثيرة ومزعجة خصوصا في الدفاع‏..‏ مازالت العشوائية في الأداء هي السمة الغالبة لفريقنا‏..‏ كذلك لم تنته حالة الفردية‏.‏ ولم يستطع فريقنا رغم ما به من نجوم وأفراد مهاراتهم عالية من فرض السيطرة الكاملة علي أرض الملعب ولم يقدم لنا كرة جميلة وممتعة وعشنا أوقاتا كثيرة علي أعصابنا ولابد من معالجة الأخطاء لأن القادم أصعب

أدار اللقاء الحكم المكسيكي ماركو رودريجيز‏.‏ المثير أن اللاعبين اللذين سجلا أهداف مصر الأربعة وهما أحمد شكري لاعب الأهلي وبوجي لاعب الزمالك كانا خارج حسابات الجهاز الفني في المباراتين الماضيتين السابقتين ولا أحد يدري لاعبين بهذه المهارة كيف كانا بعيدين عن الصورة وكذلك هشام محمد الذي لم يتم الاعتماد عليه بصورة كافية‏.‏

أما محمد طلعت فهو مهاجم متميز ورغم عدم احرازه أهدافا إلا أن تحركه لعب الدور الابرز في أول هدفين‏.‏

بدأ منتخب الشباب بتشكيل مكون من علي لطفي في حراسة المرمي وفي الدفاع الرباعي علي العربي في اليمين وإسلام رمضان في اليسار وفي العمق معاذ الحناوي وسعد الدين سمير في الوسط الرباعي عفروتو وأحمد شكري علي الأطراف مع التقدم لعمل مثلث تحت محمد طلعت وفي العمق الثلاثي هشام محمد وشهاب الدين أحمد وحسام حسن‏.‏

وبدأنا بسيطرة واستحواذ كبير لكن بلا خطورة علي المرمي في ظل حالة التسرع التي سيطرت علي اللاعبين وفي نفس الوقت قلت المساندة أو الزيادة العددية في الهجوم لمساندة محمد طلعت الأمر الذي صعب من مهمته وسط دفاع إيطاليا القوي حيث كان الأزوري الشاب يركز علي غلق كل الطرق المؤدية إلي مرماه بأكبر عدد من المدافعين مع الاعتماد في الهجوم علي المرتدة‏..‏ لذلك دائما كان الدفاع الإيطالي أكثر من مهاجمي مصر‏.‏

ورغم هذه الحالة والصعوبة في الوصول إلي مرمي الأزوري جاءت الدقيقة‏23‏ لتشهد ترجمة الاستحواذ المصري من خلال هجمة سريعة من إسلام رمضان زاحم فيها طلعت الرائع الدفاع الايطالي لتصل إلي أحمد شكري الذي أطلق صاروخا استقرت في الزاوية اليسري البعيدة لمرمي الفريق الإيطالي ليتقدم صغار الفراعنة بهدف وسط جمهور يحرك الحجر‏..‏ جمهور ولا أجمل‏.‏

بعد الهدف ارتفعت معنويات وتفوق الفريق المصري لكن من خطأ دفاعي قاتل لعلي العربي في الدقيقة‏29‏ تعادل امبرتو لإيطاليا لتصبح النتيجة‏1/1..‏ هدف لا يعبر عن تفوق إيطالي بقدر ما هو خطأ دفاعي مكرر لفريقنا كما حدث في مباراتي ترينداد وباراجوي‏.‏ لكن الخطأ شارك فيه مدافع آخر هو معاذ الحناوي ولم يستطع الحارس علي لطفي أن يفعل شيئا‏.‏

التعادل أعاد الايطاليين للتركيز الدفاعي وظهر الاحباط علي شباب مصر لكنهم حاولوا من جديد

كانت هناك مشكلة كبيرة في اختراق دفاع الأزوري الذي كان يدافع أمام فريقنا بـ‏8‏ لاعبين حيث ينضم لاعبو الوسط للدفاع الأمر الذي جعل مسألة مرور فريقنا لمرمي بيرول صعبة جدا لاسيما وأن التعاون بين لاعبي مصر كان قليلا فالفردية أكثر من الجماعية كما أن التقدم لمساعدة طلعت لم يكن علي المستوي المطلوب‏.‏

ووضح أن الأداء تراجع لدي لاعبينا منذ التعادل ولم يقم لاعبو الوسط بالمساندة الكافية لمحمد طلعت الذي وقف وسط دفاعات الازوري غير قادر علي فعل شيء‏..‏ ولم تكن لدينا حلول لاختراق الدفاع في ظل تعطل الأطراف عن العمل بجانب عدم التسديد من بعد‏.‏

وينال روكا المدير الفني للمنتخب الإيطالي الكارت الأحمر من الحكم المكسيكي ماركو رود ريجز لتجاوزه الحدود أكثر من مرة في الدقيقة‏40.‏

ويسدد طلعت ركلة حرة بشكل رائع من فوق الحائط يتحرك الحارس وينفذها قبل أن تستقر في الشباك لتذهب الي ركنية‏..‏ وتسيطر مصر وتعود للتقدم في الدقيقة‏45‏ كرة من الشمال لإسلام رمضان تصل الي النجم أحمد شكري الذي كان في المغاره ولم يشارك في المباراتين السابقتين ويسدد صاروخا يأخذ يد بيرول حارس إيطاليا وتسكن الكرة الشباك لتتقدم مصر‏1/2‏ ومع هذا التقدم ينتهي الشوط الأول مع كل التقدير لتحركات محمد طلعت التي لعبت دورا كبيرا في الهدفين‏.‏

لكن في المجمل لم يكن المنتخب هو الأقوي والأفضل والأكثر سيطرة فمازال الفريق يلعب كرة فردية فيها الكثير من العشوائية بعيدا عن الجماعية فالهدفان لم يعبرا عن التفوق وجاءا من خلال مهارة فردية لأحمد شكري‏..‏ وفي المقابل المنتخب الإيطالي لا يؤدي كرة جيدة علي الإطلاق فهو لا يجيد سوي الدفاع ولا يجيد السيطرة والاستحواذ من المرتدة لا ينفذها علي الإطلاق ولم يسجل الطليانة هدفهم الأول إلا من خطأ ساذج لدفاعنا‏.‏

مع بداية الشوط الثاني أجري المنتخب الإيطالي تغييرين لتعزيز قدراته الهجومية بعدما تأخر‏2/1‏ ولم تمر سوي‏4‏ دقائق حتي كان في انشيسكو روكا المدير الفني الإيطالي أجري التغيير الثالث والأخير له دون أي تغييرات لمنتخب الشباب المصري‏.‏

وتتاح أول فرصة لمنتخبنا وينفرد محمد طلعت ويسدد صاروخا أنقذه الحارس الإيطالي ولو لعبها برقة أرضية لكانت هدفا مريحا لنا لكنه سددها في ارتفاع أراح الحارس‏.‏

ويرد الإيطاليون بهجمة تنتهي لركنية يتعامل معها الدفاع المصري بتمركز غاية في السوء وصلت الي امبرتو في الدقيقة‏53‏ صعد وبمفرده ووجه اللعبة بلا مزاحمة من أحد وكأنه في مران سهل جدا لفريقه وضعها في الزاوية اليسري لمرمي علي لطفي الذي كان رد فعله ايضا سيئا لتعود المباراة الي نقطة الصفر بالتعادل‏2/2.‏

علي مدار‏15‏ دقيقة من بداية الشوط الثاني لم يكن لفريقنا أي شكل أو أي مذاق في الملعب فهو لا يهاجم ولا يدافع ولا يلعب بشكل جماعي وكانت الفردية والعشوائية وسوء التمرير هي المسيطرة علي أدائنا أمام فريق لا يملك مهارات لدي لاعبين كل ما لديهم هو إجادة الدفاع واللعب علي أخطائنا وتسجيل هدفين بمنتهي السهولة منها‏.‏

وبعد فترة نوم من الجهاز الفني بقيادة سكوب استيقظ وتدخل ودفع باللاعب مصطفي جلال وسحب مصطفي محمود عفروتو لتدعيم وسط الملعب لاسيما أن عفروتو لم يكن في مستواه المعروف خلال هذا اللقاء ويبدو أن الإيطاليين عرفوه وفرضوا عليه رقابة مشددة وأغلقوا الطريق أمامه‏.‏

وبدلا من أن يدعم سكوب الهجوم بزيادة العدد سحب محمد طلعت ودفع بأحمد فتحي بوجي لنظل بمهاجم واحد صريح طوال الوقت‏..‏ لكن بوجي الذي شارك في الدقيقة‏70‏ حقق ما يشبه الإنجاز بإحراز هدف بعد أقل من دقيقة من نزوله وسجل هدفا جميلا برأسية وجهها في الزاوية اليمني ليتقدم المنتخب المصري‏2/3..‏ لتعود الحياة للمدرجات وينقذ ألسياندرو هدفا محققا من كرة شهاب الدين أحمد سددها في وسط المرمي‏..‏ ويرد الإيطاليون بهجمة أخطأ مهاجم إيطاليا في التعامل معها لنظل علي تقدمنا‏..‏ لكن ظلت الأخطاء الدفاعية لفريقنا في منتهي الإزعاج ومنتهي السذاجة والغرابة لفريق يتم إعداده منذ عامين ولعب‏45‏ مباراة دولية كيف ظلت هذه الأخطاء ولم يصححها سكوب خصوصا في الكرات الثابتة منتهي سوء التمركز للاعبين داخل منطقة الـ‏18.‏

وبدأ المنتخب الإيطالي يتقدم للهجوم في منتهي الخطورة لسوء لاعبينا تكتيكيا فلا يعقل أن يتسلم لاعب إيطالي كرة بعد حدود الـ‏18‏ ويتقدم دون أن يوقفه أحد أو حتي يقوم بعمل فاول تكتيكي لتعطيل الهجمة لتصل إلي منطقة الخطر وتهددنا‏.‏

ويخرج أحمد شكري ويلعب بدلا منه محمود توبة في وسط الملعب للتصدي للتقدم الإيطالي في الدقيقة‏78.‏

وجاءت الدقيقة‏79‏ لتشهد الضربة القاضية لإيطاليا بهدف ولا أجمل لبوجي الذي استقبل كرة من العمق علي صدره ووضعها ولا أروع أرضية برازيلية جميلة في أقصي الزاوية اليسري لمرمي إيطاليا ليتقدم فريقنا‏2/4‏ ويحتفل بوجي معبرا عن تجاهله وتمر الدقائق لينهي الفراعنة اللقاء لمصلحتهم بهذه النتيجة ويسعد الجمهور الكبير الذي حضر للوقوف معهم‏.‏