وضاءة الليل

وضاءة الليل




(ج) عبر أثير من حروف


يامنارة في ليالِ الفجر ضاءت
بعض جنبات الحياة العتوم
واستمرت
واستقرت
عند بابي
واغترابي
قد رأيتُكِ ، واستنرتُ
واحترتُ فيما قد تكوني !!
بجذور إحساسي المُغرَقةِ
.. صرتِ ترومي
في أصل أرضٍ من حنينِ
وكأنكِ مطرٌ مُغرِقة
مهراقةٌ في أرض الشجونِ
فتلامسي
جذر إحساسي الحزينِ

***

وبلا أيُ آراءٍ للعيون
قد سطوتي
وانهمرتي
وانغمر العقل فيَّ
وكل أعضائي أجمعين
واقتربتي ..
عندي من قول شاعر :
" قد تسبق الأذن في العشق العيون "
قد فاق عن ذاك القول حسي
إن حسي قد أحبكِ في سكون .

***

يامنارة في لياليَّ العتوم
إن ليلي من ذا الحسِ مُلء نجوم
إني أدري نجمكِ في وسطها
غير أنكِ عندي أنا كل النجوم

أنا لا أودُ رؤياكِ
فلا أود هزمٌ لمعناكِ
من حسكِ الراقي
لا أود عينيَّ تغتال حس إشراقي
فبعضٍ من حرفك الباقي
بأغواري وأعماقي
بعلياءٍ بآفاقي .

***

كوني كتمثالٍ غير مسكونٍ
بأحجارٍ
يكن كالنارِ بلِ النورِ
تمثالٌ من البلورِ
والإبهارِ
منه تنبع الأنهارِ
والأطيافِ و الأنوار ..
للأجسام في الفضاءات الظلومِ

تمثالٌ
رابضٌ في حسي
ألمسه بأناملي .. بفنوني

فلتكوني هكذا ..
إن حسي يلتاع مذ سنين
وإن حسي قد هواكِ في سكونِ .