ثلاث دقائق في مناجاة هذا الامام

بسم الله الرحمن الرحيم ..
أما بعد ..

ذكر ابن رجب رحمه في ( ذيل طبقات الحنابلة ) في ترجمة الإمام
العظيم ( ابن الجوزي ) أنه كان يقول في دعائه وحلاوة مناجاته
بتضرع الخاشعين ودموع المقبلين :
( اللهم لا تُعذب لسانا يُخبرعنك ..
ولا عينا تنظر إلى علوم تدل عليك ..
ولا قدما تمشي إلى خدمتك ..
ولا يدا تكتب حديث رسولك ..
فبعزتك لا تدخلني النار ..
فقد علم أهلها أني كنت أذب عن دينك )

حقا إنها والله الحياة .. حين نعيش في قول الله تعالى ( قل إن
صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) ومن لم يعش
لله تعالى فحياته عليه خسارة ..
وتأمل هذا التفاني في ترجمة هذا الإمام الذي قضاه لله تعالى وترجمته وكتبه شاهدة عليه تجد طعم الإيمان وحلاوة الذل لله
تعالى هذا بمجرد التأمل والإحساس .. فما بالك بمن عاشها
فعلا يصبح وهمه دين الله ويمسي وهمه محاسبة النفس في
جناب الله ويحيا ويموت وقلبه حوام في بلاد الله يود أن النسيم
يحمله ليبلغ رسالة ربه ..
فهل يا أخي دللت على الله تعالى بقلمك أو بعملك أو بلسانك ؟؟
هل أدمنت النظر في علوم تدلك على باريك وخالقك كما تدمن النظر
في الصحف والمجلات ؟؟
هل عاشت قدمك في خدمته تعالى ؟؟ أم سيارة جوالة لخدمة البطن
وأخواته ؟؟
هل كلت وملت يدك يوما في نسخ حديث نبيه صلى الله عليه وسلم
أو نشر خير للمسلمين ؟؟
كيف النجاة !! وأنت من الخير مفلس ..
إن أطيب العيش هو العيش لله .. فعذاب فيه وفي دينه حلاوة
وسير طويل إليه قصير .. ودم يُهدر لأجله مسك يفوح ..
وبارقة سيف في سبيله نور يتلألأ ..

اللهم اجعل حياتنا لك .. وعملنا دال عليك .. وموتنا شهادة في
سبيلك ..