رحله ابن بطوطه
المسماه
تحفه النظار في غرائب الامصار
قمت بنقل القصه من نص الكتاب
رحله ابن بطوطه لليمن
ان شاء الله تنال اعجابكم
وبعد سته ايام من خروجنا عن جزيره سواكن وصلنا الى مدينه خلي وتعرف باسم
ابن يعقوب وكان من سلاطين اليمن ساكنا بها قديما وهي كبيره حسنه العماره
يسكنها طائفتان من العرب
وهم بنو حرام وكنانه
وجامع هذه المدينه من احسن الجوامع
وفيه جماعه من الفقراء المنقطعين الى العباده ومنهم الشيخ
الصالح العابد الزاهد قبوله الهندي من
كبار الصالحين . لباسه مرقعه وقلنسوه لبد
وله خلوه متصله بالمسجد فرشها الرمل
لاحصير بها ولا بساط ولم ار بها حين لقائي
له شيئا الا ابريق الوضوء وسفره
من خوص النخيل فيها كسر شعير يابسه وصحيفه فيها
ملح وسعتر فاذا جاءه احد قدم بين يديه ذلك
ويسمع به اصحابه فياتي كل واحد منهم بما حضر من غير تكلفه شيئ
واذا صلوا العصر اجتمعوا للذكر بين يدي الشيخ الى
صلاه المغرب واذا صلوا المغرب اخذ كل واحد منهم
موقفه للتنفل فلا يزالون كذالك الى صلاه العشاء الاخره
فاذا صلوا العشاء الاخره اقامو على
الذكر الى ثلث الليل ثم يذكرون الى ان تحين صلاه الاشراق فينصرفون
بعد صلاتها ومنهم من يقيم الى ان ييصلي الصحى بالمسجد
وهذا دابهم ابدا
ولقد اردت الاقامه معهم باقي عمري ولم
اوفق لذالك والله تعالى
يتداركنا بلطفه وتوفيقه
وسلطان حلي عمر بن ذؤيب من بني كنانه وهو من الفضلاء والادباء
والشعراء سافر في حجته من مكه الى جده وكان قد حج في سنه ثلاثيه
ولما قدمت مدينته انزلني واكرمني واقمت
في ضيافته اياما
وركبت البحر في مركب له اوصلني الى بلده السرجه
بلده صغيره يسكنها جماعه من اولاد الهبي وهم
ضائفه من تجار اليمن
اكثرهم ساكنون بصعداء ولهم فضل وكرم واطعام البناء السبيل
يعينون الحجاج ويركبونهم في مراكبهم ويزودونهم
من اموالهم وقد عرفوا بذالك واشتهروا به
وكثر الله اموالهم وزادهم من فضله واعانهم
على فعل الخير وليس بالارض من يماثلهم
في ذلك الا الشيخ بدر الدين النقاش
الساكن ببلده القحمه فله مثل
ثم رحلنا الى مرسي الحادث وام ننزل به
ثم الى مرسي الاهواب
ثم الى مدينه زبيد
مدينه عظيمه باليمن بينها وبين صنعاء
اربعون فرسخا وليس باليمن بعد صنعاء
اكبر منها ولا اغنى من اهلها
واسعه البساتين
كثيره المياء والفواكه
من الموز وغيره وهي بريه لاشطيه
احد قواعد بلاد اليمن
مدينه كبيره كثيره العماره بها النخيل والبساتين
والمياه املح بلاد اليمن واجملها
ولاهلها لطافه الشمائل وحسن الاخلاق
وجمال الصور ولنسائها الحسن الفائق الفائت
وهي وادي الخصيب الذي يذكر في بعض الاثار
(ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لمعاذ في وصيته "يامعاذ اذا جئت وادي الخصيب فهرول "
ولاهل هذه المدينه سبوت النخيل المشهوره وذلك
انهم يخرجون في ايام البسر والرطب
في كل سبت الى حدائق النخل ولا يبقى بالمدينه احد من اهلها
ولا من الغرباء ويخرج اهل الطرب واهل الاسواق
لبيع الفواكه والحلاوات
وتخرج النساء ممتطيات الجمال في المحامل
ولهن مع ماذكرنا من الجمال الفائت والاخلاق الحسنه
والمكارم
وللغريب عندهن مزيه ولا يمتنعن من تزويجه كما يفعلن نساء
بلادنا فاذا اراد السفر خرجت معه وتودعه
وان كان بينهما ولد فهي تكفله وتقوم بما يجب له
الى ان يرجع ابوه
ولا تطالبه في ايمام الغيبه بنفقه ولا كسوه
ولا سواها
واذا كان مقيما فهي تقنع منه بالقليل من النفقه والكسوه
ولكنهن لا يخرجن عن بلدهن ابدا
ولو اعطيت احداهن ماعسى ان تعطاه على ان تخرج من
بلدها لم تفعل
وعلما تلك البلاد وفقهاؤها اهل صلاح ودين وامانه
ومكارم وحسن خلق
ولقيت بمدينه زبيد الشيخ العالم الصالح ابا محمد الصنعاني
والفقيه الصوفي المحقق ابا العباس الابياني والفقيه
المحدث ابا علي الزبيدي ونزلت في جوارهم فاكرموني واضافوني
ودخلت حدائقهم واجتمعت عند بعضهم بالفقيه
القاضي العالم ابي زيد عبدالرحمن الصوفي
احد فضلاء اليمن ووقع عنده ذكر العابد الزاهد
الخاشع احمد بن العجيلي اليمني
وكان من كبار الرجال واهل الكرامات وذكروا
ان فقهاء الزيديه وكبراءهم اتوا مره الى زياره الشيخ
احمد بن العجيبل فجلس لهم خارج الزاويه واستقبلهم اصحابه
ولم يبرح الشيخ عن موضعه فسلموا عليه وصافحهم ورحب بهم
ووقع بينهم الكلام في مساله القدر وكانوا يقولون ان لا قدر
وان المكلف يخلق افعاله فقال لهم الشيخ "فان كان الامر على ماتقولون
فقوموا عن مكانكم هذا "
فارادوا القيام فلم يستطيعو وتركهم الشيخ على فدخل الزاويه واقامو كذالك
واشتد بهم الحر ولحقهم وهج الشمس وضجو بما نزل بهم
فدخل اصحاب الشيخ اليه وقالوا له "ان هؤلاء القوم قد تابوا الى الله
ورجعوا عن مذهبهم الفاسد "
فخرج عليهم الشيخ فاخذ بايديهم وعاهدهم على الرجوع
الى الحق وترك مذهبهم السيء "
وادخلهم زاويته فاقاموا في ضيافته ثلاثا وانصرفوا الى بلادهم
وخرجت لزياره قبر هذا الرجل الصالح وهو بقريه يقال لها غسانه
خارج زبيد ولقيت ولده الصالح ابا الوليد اسماعيل فاضافني وبت
عنده وزرت ضريح الشيخ واقمت معه ثلاثا
وسافرت في صحبته الى زياره الفقيه ابي الحسن الزيلعي
وهو من كبار الصالحين ويقدم حجاج اليمن
اذا توجهوا للحج واهل تلك البلاد واعرابها يعظمونه
ويحترمونه فوصلنا الى جبله وهي بلده
صغيره حسنه ذات نخيل وفواكه وانهار فلما سمع الفقيه
ابو الحسن الزيلعي بقدوم الشيخ ابي الوليد
استقبله اوانزله بزاويته وسلمت عليه
واقمنا عنده ثلاثه ايام في خير مقام ثم انصرفنا وبعث
معنا احد الفقراءفتوجهنا الى مدينه تعز حضره ملك اليمن
وهي من احسن مدن اليمن
وعظمها واهلها ذوو تجبر وتكبر وفظاظه وكذالك
الغالب على البلاد التي يسكنها الملوك وهي
ثلاث محلات
احدها يسكنها السلطان ومماليكه وحاشيته وارباب دولته
وتسمى باسم لا اذكره والثانيه
يسكنها الامراء والاجناد وتسمى عدينه
والثالثه سيكنها عامه الناس وبها السوق
العظمى وتسمى المحالب و"سلطان اليمن "وهو السلطان المجاهد
نور الدين علي بن السلطان المؤيد هزبر الدين داود بن
سلطان المظفر يوسف بن علي بن رسول
اشتهر جده برسل لان احد خلفاء بني العباس
ارسله الى اليمن ليكون بها اميرا
ثم استقل اولاده بالملك وله ترتيب عجيب في قعوده وركوبه
كنت لما وصلت هذه المدينه مع الفقير الذي بعثه الشيخ ابو الحسن
الزيلعي في صحبتي
قصد بي الى قاضي القضاه الامام المحدق صفي الدين الطبري المكي
فسلمنا عليه ورحب بنا واقمنا بداره في ضيافته
ثلاثا فلما كان اليوم الرابع وهو يوم
الخميس وفيه يجلس السلطان لعامه الناس .دخل بي عليه فسلمت
عليه وكيفيه السلام عليه ان يمس الانسان الارض بسبابته
ثم يرفعها الى راسه ويقول "ادام الله عزك "
ففعلت كمثل ما فعله القاضي عن يمين الملك وامرني فقعدت
بين يديه فسالني عن بلادي وعن مولانا امير المسلمين
جواد الاجواد ابي سعيد رضي الله عنه وعن ملك مصر وملك العراق
وملك اللور فاجبته عما سال من احوالهم وكان وزيره بين يديه فامره باكرامي وانزالي
وترتيب قعود هذا الملك انه يجلس فوق دكانه مفروشه مزينه بثياب الحرير
وعن يمينه ويساره اهل السلاح ويليه منهم اصحاب السيوف والدرق
ويليهم اصحاب القسي وبين ايديهم في الميمنه والميسره
الحاجب وارباب الدوله وكاتب السر وامير جندار علر راسه
والشاويشيه وهم من الجنادره وقوف على بعد
فاذا قعد السلطان صاحوا صيحه واحده "بسم الله "
فاذا قام فعلوا مثل ذلك
فيعلم جميع من بالمشور وقت قيامه ووقت قعوده
فاذا استوى قاعدا دخل كل من عادته ان سيلم عليه
فسلم ووقف حيث رسم له بالميمنه او الميسره لا يتعدى احد موضعه ولا يقعد الا
من امر بالقعود يقول السلطان للامير جندار "مر فلانا يقعد "
فيتقدم ذلك المامور بالقعود عن موقفه قليلا وقعد على بساط هناك بين ايد القائمين
في الميمنه والميسره ثم يؤتي بالطعام وهو طعامان طعام للعامه وطعام للخاصه
فاما الطعام الخاص فاكل منه السلطان وقاضي القضاه والكبار من الشرفاء ومن الفقهاء والضيوف
واما الطعام العام فياكل منه سائر الشرفاء والفقهاء والقضاه والمشايخ والامراء ووجوه الاجناد
ومجلس كل انسان للطعام معين لايتعداه ولا يزاحم احد منهم احد
وعلى مثل هذا الترتيب سواء هو ترتيب ملك الهند في طعامه فلا اعلم
هل ان سلاطين الهند اخذو ذلك عن سلاطين اليمن ام سلاطين اليمن
اخذو ذلك عن سلاطين الهند واقمت في ضيافه سلطان اليمن اياما واحسن الي واكرمني
الخميس أغسطس 24, 2017 7:26 am من طرف بدويه
» اية رأيكم لو نأخذ بعض الدروس من الاطفال !!!
الخميس أغسطس 24, 2017 7:20 am من طرف بدويه
» مرة أخرى: لا تستهينوا بأعراض المسلمين
الخميس أغسطس 24, 2017 7:19 am من طرف بدويه
» اجر الصابرين فى الدنيا والاخره
الخميس أغسطس 24, 2017 7:18 am من طرف بدويه
» ذُنوْبٌ وَمَعْآصِي أثقَلتْ وَاللهِ ظَهري ْ ~
الخميس أغسطس 24, 2017 7:16 am من طرف بدويه
» كل مالدي سيكتب هنا
الخميس مارس 30, 2017 7:14 am من طرف ساكن القلب
» اتحداك توصل لـ 20 ولا احد يقطع عليك متجدد >5<
الأربعاء يناير 06, 2016 6:50 am من طرف ساكن القلب
» جامعة المدينة العالمية [MEDIU]
الخميس يوليو 23, 2015 3:49 pm من طرف abomaryam6
» جامعة المدينة العالمية [MEDIU]
الخميس يوليو 23, 2015 3:48 pm من طرف abomaryam6
» جامعة المدينة العالمية [MEDIU]
الخميس يوليو 23, 2015 3:47 pm من طرف abomaryam6
» جامعة المدينة العالمية [MEDIU]
الخميس يوليو 23, 2015 3:46 pm من طرف abomaryam6